(بنو العباس) والقوّاد وسائر الناس إلى جنازته ، فكانت سامرّاء يومئذٍ شبيهة بالقيامة! فلمّا فرغوا من تهيئته بعث السلطان (المعتمِد العباسي) إلى أخيه أبي عيسى بن المتوكل أمره بالصلاة عليه (١).
إجراءات ما بعد الوفاة :
جاء في خبر الكليني عن أحمد بن عبيد الله بن الخاقان : أنّ العسكري عليهالسلام لمّا توفي صارت سامرّاء ضجة واحدة ، وبعث السلطان (المعتمد العباسي) إلى داره من فتّشها وفتّش حُجَرها ، وختم على جميع ما فيها ، وطلبوا أثر ولَده! وجاءوا بنساء يعرفن الحمل فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن ، فذكر بعضهن : أنّ هناك جارية بها حمل! فجُعلت في حجرة ووُكّل بها نحريرُ الخادم وأصحابه ونسوة معهم.
وجاء في خبر أبي الأديان البصري قال : دخلت سامرّاء فإذا أنا بالواعية في داره وهو عليهالسلام على المغتسل ، وإذا بأخيه جعفر بن علي على باب الدار وبعض الشيعة يعزّونه (٢) وأنا كنت أعرفه أنه كان يقامر في جوسق قصر الخليفة ويلعب بالطنبور ويشرب النبيذ (المحرّم عند آبائه) فقلت في نفسي : إن يكن هذا الإمام فقد بطلت الإمامة! وعزّيته فلم يسألني عن شيء.
ثمّ خرج عقيد الخادم وقال لجعفر : يا سيدي : قد كُفّن أخوك ، فقُم وصلّ عليه! فقام جعفر ودخل ، فلمّا صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي على نعشه مكفّناً ، وتقدم جعفر ليصلّي عليه.
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٥٠٣ ، ٥٠٤ ، الحديث ١ ، باب مولد العسكري عليهالسلام.
(٢) هنا في الخبر : ويهنّئونه! ممّا لا عهد لنا به في وفاة أي إمام وبداية عهد أي إمام ويتكرر هذا في الخبر! فهو مردود.