والبرمكي بدل المهلّبي على السند :
وكان عامل السند بشر بن داود المهلّبي الأزدي البصري ، وظن به صاحب الخبر في خراسان وما والاها من أرض السند المخالفة. فكتب بذلك إلى المأمون. واستقرب المأمون موسى بن يحيى البرمكي ، وكان خليفة المأمون على خراسان قبل طاهر : غسّان بن عباد قد عاد إلى بغداد ، فوجّه معه بجماعة من قوّاده وجنوده وأمره أن يعزل بشر المهلّبي عن السند ويولّيها موسى بن يحيى البرمكي.
فلمّا صار غسّان إلى بلاد السند وبلغ إلى بشر المهلّبي ذلك ، خرج بشر إليه وأعطاه الطاعة بلا حرب ولا منازعة! فعزله وأشخصه إلى بغداد ، وولّى البلاد موسى بن يحيى البرمكي ، فكان بها حتى مات ، فخلفه ابنه عمران بن موسى بن يحيى البرمكي. وقدم بشر العراق بمن كان معه من آل المهلّب ، فأحسن المأمون إليهم وأطلقهم (١).
وفاة الواقدي البغدادي :
قال خليفة في سنة (٢٠٧ ه) : ومات فيها : محمد بن عمر الواقدي (٢) وكتب محمد بن سعد كاتب الواقدي وفاته في ذي الحجة سنة (٢٠٧ ه) ودفن في مقابر الخيزران (٣) وكان قد أوصى إلى المأمون ، ولم يكن يملك ما يكفّن به ـ قيل لسخائه ـ فقبل المأمون وصيته وأرسل بأكفانه وقضى دينه (٤) وكان قاضي عسكر
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٥٨.
(٢) تاريخ خليفة : ٣١٣.
(٣) الطبقات الكبرى ٧ : ٧٧.
(٤) الطبقات الكبرى ٥ : ٣٢١ ، وتاريخ بغداد ٣ : ٢٠.