الجمعة! وأصرّ عليه المأمون وقال له : أنا احفّظك! وأخذ يلقّنه حتى حفظ نصف السورة ، فلما بلغ النصف الثاني نسي الأول! فقال المأمون : هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل! وقرأ في صلاته سورة الأعلى فقرأ : صحف عيسى وموسى (١)!
وقد اتّهم علياً عليهالسلام بأنه أكره الناس على بيعته! فقال المفيد : أما الواقدي فعثماني المذهب معروف بالميل عن علي أمير المؤمنين عليهالسلام (٢) ونقل الخطيب عنه قال : الكرخ مغيض السفلة! يعني «الرافضة». ومع ذلك اتهمه ابن النديم بالتشيع وأنه كان يلزم «التقية» (٣) وأخباره وكتبه تدل على خلاف ذلك ، بل على ما أفاده المفيد ، فترجمته في «الذريعة» و «طبقات أعلام الشيعة» و «أعيان الشيعة» في غير محلها.
وفيات وحوادث :
قال ابن الوردي : وفيها (٢٠٧ ه) مات يحيى بن زياد الفرّاء النحوي الديلمي الكوفي ، أبرعهم في الأدب واللغة والنحو ، وله كتب ، كان لفريه الكلام لُقّب بالفرّاء! (وكان مؤدب آباء المأمون).
قال : وفي سنة (٢٠٨ ه) هدم عبد الله بن طاهر الخزاعي (مولاهم) حصون الشام منها حصن هَناك ، وحصن كفَر وحصن معرّة النعمان ، لعصيانهم.
قال : وفي سنة (٢٠٩ ه) مات ملك الروم ميخائيل وملك ابنه توفيل (٤).
__________________
(١) تاريخ بغداد ٣ : ٣ ـ ٢٠.
(٢) الجمل : ١١٢.
(٣) الفهرست لابن النديم : ١١١ ونقل عنه قولاً باطلاً لا نجده في أخباره وكتبه.
(٤) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٠٨.