ومع عدم بقاء الجاريتين عند الرضا عليهالسلام لم يفكر المأمون في إحضار عائلة الرضا من المدينة ، ذلك أنّه كان يريد من الجاريتين أن تكونا عينيه على الرضا عليهالسلام ، فلمّا لم يُبقهنّ عنده عرض عليه ابنته أُم حبيب ، كما سيأتي (١).
حوادث بغداد والكوفة :
يؤرّخ الطبري لبيعة ولاية العهد يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة (٢٠١ ه) (٢) ثمّ يؤرّخ وصول الكتاب بذلك من الحسن بن سهل إلى قائده في بغداد عيسى بن محمّد بن أبي خالد ، يأمره بأخذ البيعة ولُبس الخضرة ، يؤرّخه بيوم الثلاثاء (٢٥ ذي الحجة ٢٠١ ه) قال : وفيه أظهر العباسيون ببغداد : أنهم قد خلعوا المأمون وقد بايعوا بالخلافة إبراهيم بن المهدي العباسي ، وأنهم يعطون كل من يبايع له عشرة دنانير لأول يوم من المحرم أول يوم من السنة المقبلة (٣).
وفي اليعقوبي : لخمس ليال خلون من المحرم سنة (٢٠٢ ه) اجتمع قوّاد الحربية فبايعوا لإبراهيم بن المهدي المعروف بأُمه شِكلة ، ودعوا له بالخلافة ، وسمّوه بالمرضيّ (في مقابل الرضا عليهالسلام) وصلّى بهم في المسجد الجامع ببغداد ، وصار معه قائد الحسن بن سهل : عيسى بن محمّد بن أبي خالد ، والفضل بن الربيع وسعيد بن الساجور وأبو البط ، وعسكروا في كلواذى. وكتب بالولايات ، وعقد الألوية ، واستقامت له الأُمور ، وأطاعه الأبناء وأهل الحربية وما والاها إلّامن بقي في طاعة المأمون. وكان إبراهيم أسود شديد السواد وبنصف وجهه شامة فهو سمج المنظر! ولذا كانوا يدعونه بالعنقود!
__________________
(١) في الصفحة : ٧٥.
(٢) تاريخ الطبري ٧ : ٥٥٤.
(٣) تاريخ الطبري ٧ : ٥٥٥.