يا زيد ، إن «شيعتنا» إنّما أبغضهم الناس وعادوهم واستحلوا دماءهم وأموالهم لمحبتهم لنا واعتقادهم لولايتنا ، فإن أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك وأبطلت حقك.
وكان الحسن بن الجهم حاضراً قال : فالتفت الرضا إليّ وقال لي : يابن الجهم! من خالف دين الله فابرأ منه كائناً من كان ومن أي قبيلة كان! ولا توال من عادى الله كائناً من كان ومن أي قبيلة كان!
قال ابن الجهم : فقلت له : يابن رسول الله ، ومَن يعادي الله؟ قال : من يعصيه (١).
فشوّ الفساد في بغداد :
قال الطبري : في هذه السنة (٢٠١ ه) جعل المأمون علي بن موسى بن جعفر بن محمّد ولّي عهد المسلمين والخليفة من بعده ، وسمّاه الرضا من آل محمّد ، وأمر جنده بطرح السواد ولُبس ثياب الخضرة. وكتب بذلك إلى الآفاق ، وذلك يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان.
وورد به كتاب إلى الحسن بن سهل ومنه إلى قائده عيسى بن محمّد بن أبي خالد يُعلمه أنّ أمير المؤمنين المأمون قد جعل علي بن موسى بن جعفر بن محمّد وليّ عهده من بعده ، وأنّه سمّاه الرضا من آل محمّد ، وأمره بطرح لُبس الثياب السود ولُبس ثياب الخُضرة ، ويأمره أن يأمر من قِبله من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم (العباسيين) بالبيعة له ، وأن يأخذهم بلُبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم بل كل أهل بغداد.
فدعا عيسى بن محمّد أهل بغداد إلى ذلك على أن يعجّل لهم رزق شهر
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٣٥ ، الباب ٥٨ ، الحديث ٦.