فلمّا وفى الله عزوجل لي بما عاهدته عليه أحببت أن أفي لله تعالى بما عاهدته! فلم أر أحداً أحق بهذا الأمر من أبي الحسن الرضا فوضعتها إليه فلم يقبلها إلّاعلى ما قد علمت. فهذا كان سببها (١).
هذا ما كان منه إلى الريان القمي الأشعري بالسرّي من التعليل والتحليل ، أما علناً فقد أسند عنه الصولي أنّه قال : إنّما فعلت ما فعلت لأنّ أبا بكر لما ولي لم يولّ أحداً من بني هاشم شيئاً! ثمّ عمر ، ثمّ عثمان كذلك ، ثمّ ولي علي عليهالسلام فولّى عبد الله بن عباس البصرة ، وعبيد الله اليمن ، ومعبداً مكة ، وقُثم البحرين ، فما ترك أحداً منهم حتّى ولّاه شيئاً ، فكانت هذه في أعناقنا حتّى كافأته في ولده بما فعلت (٢) فهذا التعليل العام للعامة ، والتحليل السابق للمتشيّعين خاصة!
وقد صدّق الصدوق به فقال : والصحيح عندي أنّ المأمون إنّما ولّاه العهد وبايع ، للنذر الذي تقدم ذكره (٣)!
وزوّجه بجاريتين قبل ابنته :
حدّث الصولي عن جدّته أُم أبيه عذار أنها كانت من مولّدات الكوفة فاشتُريت مع عدّة جوار منها معها للمأمون ، وحُملن إليه ، قالت : فلمّا كنّا في داره كنّا في جنة من الطيب والأكل والشرب وكثرة الدنانير!
ثمّ وهبني المأمون للرضا عليهالسلام فلمّا صرت إلى داره فقدت كل ما كنت فيه من النعيم ، بل كانت علينا قيّمة تأخذنا بصلاة الليل فكان ذلك أشد شيء علينا!
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٥١ ، ١٥٢ ، الحديث ٢٢.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٦٦.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٦٦ ، ذيل الحديث ٢٨.