عرض جعفر على أبيه العشرين ألف دينار ، ليجعل له مرتبة أخيه الحسن العسكري عليهالسلام ، وجواب أبيه الخاقان ، إلّاأنّه بدّله بالخليفة نفسه (١).
فإما أن يكون هذا من الصدوق سهواً ، أو أنه يرى أنّ هذا العرض على الوزير لا يكون له رأساً مستقلاً بل بوصفه وزيراً للخليفة فالعرض عليه بالحقيقة ، ولا يبعد أن يكون هذا بعد أن رأى من الخليفة المعتمد من تعمّد إغفاله وإهماله والتسامح والتساهل مع اولئك الشيعة وأموالهم المحمولة الحاضرة!
ولعلّ أحمد بن خاقان لم يُحط علماً بسوابق هذا العرض من جعفر على أبيه وخلفياته فأخبر بما علِم.
هل كنّ الجواري عند العَمري؟ :
مرّ الخبر أنّ العسكري عليهالسلام نعى نفسه إلى والدته سليل جدّة الحجة عجل الله فرجه وأرسله معها إلى الحج ثمّ إلى المدينة ، إلّاأنها بعد علمها بوفاته عليهالسلام عادت إلى سامراء ، ولم يكن جعفر منها فنازعها الميراث فادّعت الوصية عن ابنها الحسن عليهالسلام وحكم لها بذلك القاضي ابن أبي الشوارب الأُموي العبّاسي!
وبلا استناد إلى خبر خاص تحدّث من قدماء الشيعة الشيخ علي السدّآبادي : أنّ العسكري عليهالسلام لما أدركته وفاته أمر وكيله الشيخ عثمان بن سعيد الأسدي العَمري أن يجمع له جمعاً من شيعته ، فأخبرهم بابنه الحجة وأنه صاحب الأمر بعده ، وأنّ أبا محمد عثمان العَمري ، بابه ووكيله وسفيره بينه وبينهم ، فمن كانت له حاجة فليقصده كما كان. ثمّ سلّم إليه أمر جواريه بما فيهن والدة الحجة (عجل الله تعالى فرجه).
__________________
(١) كمال الدين : ٤٧٨ ـ ٤٧٩.