فإني من الرحمن أرجو بحبّهم |
|
حياةً لدى الفردوس غير بتات |
عسى الله أن يرتاح للخلق إنّه |
|
إلى كل قوم دائم اللحظات |
فإن قلت عرفاً أنكروه بمنكر |
|
وغطّوا على التحقيق بالشبهات |
اُحاول نقل الشمس عن مستقرها |
|
واُسمع أحجاراً من الصلدات |
فمن عارف لم ينتفع ، ومعاند |
|
يميل مع الأهواء والشهوات |
قصاراى منهم أن أموت بغصة |
|
تردّد بين الصدر واللهوات |
كأنك بالاضلاع قد ضاع رحبها |
|
لما ضُمّنت من شدة الزفرات (١)! |
آثار القصيدة وتوابعها :
قال الهروی : وبعد فراغ دعبل من انشاد القصيدة نهض الرضا عليه السلام وأمره أن لا يبرح من موضعه ، ودخل الدار ، فخرج الخادم إليه بصرّة فيها (مئة دينار رضوية)؟ فقال له : يقول لك مولاي : اجعلها في نفقتك. فقال دعبل : والله ما لهذا جئت ، ولا قلت هذه القصيدة طمعاً في شيء يصل إليّ. ولم يأخذ الصرّة ، وسأله ثوباً من ثياب الرضا ليتبرك ويتشرف به. فعاد الغلام ورجع ومعه جبة خزّ والصرة وقال : قال لي مولاي : قل له : خذ هذه الصرة فإنّك ستحتاج إليها ولا تراجعني فيها. فأخذ دعبل الجبة والصرة وانصرف (٢).
وأرسل المرزباني الخراساني البغدادي عن دعبل الزاعي البغدادي قال : اتصل خبري بالمأمون فأحضرني وأمرني بإنشادها له ، فقلت : لا أعرفها! فقال لأحد غلمانه : يا غلام سل ابن عمي الرضا أن يحضر! فلمّا حضر قال له :
__________________
(١) أخبار شعراء الشيعة للمرزباني : ٩٧ ـ ١٠٣.
(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٦٤ ، الحديث ٣٤.