وعادة الله «جل ثناؤه» مع ذلك قبله وبعده عندنا جميلة ، وبه نثق وإياه نستعين ، وهو حسبنا في كل أُمورنا ونعم الوكيل».
قال هارون بن موسى : أنّ أبا علي محمد بن همام حمل هذا التوقيع فلم يدع أحداً من الشيوخ إلّااقرأه إياه ، وكتبوا به إلى من بعُد منهم في ساير الأمصار! فاشتهر ذلك في الطائفة ، فاجتمعوا على لعنه والبراءة منه. وخرج الشيخ النوبختي من الحبس بعد ذلك بمدة يسيرة (١) في أواخر عام (٣١٢ ه).
فروى الطوسي بسنده عن خادم النوبختي : عبد الله الكوفي قال : بعد ما ذُم الشلمغاني وخرجت فيه اللعنة سئل الشيخ أبو القاسم قيل له : فكيف نعمل بكتبه وبيوتنا مليئة منها؟ فقال لهم : أقول فيها ما قاله أبو محمد الحسن بن علي عليهالسلام وقد قيل له : كيف نعمل بكتب بني فضّال وبيوتنا مليئة منها؟ فقال عليهالسلام : خذوا بما رووا وذروا ما رأوا (٢).
حركات القرامطة وما رافقها :
قال المسعودي : ومن الكوائن العظيمة والأنباء الجليلة التي كانت في أيام المقتدر ما لم يتقدّم مثلها في الإسلام (من حركات القرامطة) في عام (٣١١ ه) :
مسير سليمان بن الحسن الجنابي في أربعمئة فارس وخمسمئة راجل من الأحساء إلى البصرة في ست ليال ، وكان على حربها سبكا المفلحي ، وصلوا إليها ليلاً فدخلوها وقتلوا المفلحي ومن قدروا عليه من أصحابه ومن ظهر لهم من الرعية ، في أواخر ربيع الثاني وهرب الناس منهم إلى الأُبلّة والشطوط والأنهار والجزائر وغيرها ، وأقاموا بالبصرة (١٧) يوماً ثمّ رحلوا عنها بما احتملوا منها.
__________________
(١) كتاب الغيبة للطوسي : ٤٠٩ ـ ٤١٢.
(٢) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٨٩ ، ٣٩٠ ، الحديث ٣٥٥.