فلمّا بلغ الخبر إلى المتوكل وجّه إليهم بُغا التركي الكبير فقتل منهم زهاء ثلاثين ألفاً وسبى خلقاً كثيراً! ثمّ سار إلى تفليس فحاصرها وكان أكثرها من خشب الصنوبر فأحضر النفّاطين وأحرق البلد بالنفط والنيران فاحترق بها نحو خمسين ألف إنسان (١)!
يحيى بن خاقان وابنه عبيد الله :
كان يحيى بن خاقان من موالي الأزد ، وتولّى آل العباس والمتوكل فصيّره على ديوان المظالم. وكان على ديوان التوقيع محمد بن الفضل ووقف المتوكل منه على أمر سخط منه عليه فعزله ، وصيّر مكانه عبيد الله بن يحيى بن خاقان ، ورفعه وأعلى مرتبته ومحلّه وولّاه ، وأمره أن يوقّع : مولى أمير المؤمنين ، فكان يولّى عمال الخراج والضياع والبريد والمعاون والقضاة في جميع النواحي ، فلم يكن لأحد دونه عمل (٢)! وذلك عام (٢٣٩ ه).
حوادث سنة (٢٤٠ و ٢٤١ ه):
كان على السند هارون بن أبي خالد فتوفى سنة (٢٤٠ ه) ، وهناك عمر بن عبد العزيز السامي فكتب إلى المتوكل أنّه إن وُلّي البلد قام به وضبطه ، فأجابه المتوكل إلى ذلك وأقامه والياً وطالت أيامه.
__________________
(١) مختصر تاريخ الدول لابن العبري : ١٤٢ ، ١٤٣ وقال : كان ذلك سنة سبع وثلاثين. ولعلّه من تصحيف السبع بالتسع أو العكس. وقارن وصفه لفعل بُغا التركي هنا بالنصارى ، بوصفه السابق لفعل النصارى الروم بدمياط المسلمين في مصر! واعتبر بعكس وصفهما عن اليعقوبي في التهويل والتقليل! فهو من القضايا التي قياساتها معها.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٨ ، ٤٨٩.