وأمر أبو الحسن الهادي عليهالسلام علي بن جعفر الهُماني أن يحج إلى مكة فيجاور بها وكيلاً عنه (١).
ونعتبر من الخبر أنّ التوسّل بالدعاء المستجاب من الإمام المعصوم عليهالسلام لا يكون إلّاعند ما يكون من مصاديق قوله سبحانه : (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) صدق الله العلي العظيم.
سوابق قتل المتوكل :
نقل الطبرسي عن «كتاب الواحدة» للحسن بن محمد العميّ البصري : أنّ بُغا أو الوصيف من معاريف موالي المتوكل ، نقل : أنّ الهادي عليهالسلام كان أُحضر إلى دار المتوكل فأمر المتوكل عليّ بن كُركُر بحبس الإمام ، فسمعه يقول : أنا أكرم على الله من ناقة صالح! ثمّ تلا قوله سبحانه : (تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (٢)) فلمّا كان الغد أطلقه واعتذر إليه.
فلمّا كان اليوم الثالث وثب على المتوكل باغر وبغلون واوتامش وجماعة معهم فقتلوه (٣).
وروى الحلبي عن أبي سالم : أنّ المتوكل أمر الفتح بن خاقان بسبّ الهادي عليهالسلام فذكر الفتح ذلك للإمام ، فأجابه الإمام : قل : «تمتعوا في داركم ثلاثة
__________________
(١) اختيار معرف الرجال : ٦٠٧ ، الحديث ١١٢٩ و ١١٣٠ ، وفي رجال النجاشي : ٢٨٠ برقم ٧٤٠. عرّفه النجاشي بالبرمكي ، فلعلّه بعد نكبتهم هو أو أبوه خرج من بغداد إلى تلك القرية فنُسب إليها ، ولعلّه ليس منهم بل من مواليهم فاضيف إليهم. والآية ٦٢ في سورة النحل.
(٢) هود : ٦٥.
(٣) إعلام الورى ٢ : ١٢٢ ، ١٢٣.