فارس ، فمرّ على سلوقية وخرشنة ثمّ بدندون مدفن المأمون وقتل وغنم ، وتوافق لقتالهم بِطريقا سلوقية وخُرشنة فلمّا انصرف من بدندون خرجا عليه بعسكريهما ، فأُسر عبد الله بن رشيد وحُمل إلى ملك الروم ، فتوافق خمسمئة من المسلمين فحملوا حملة واحدة حتى نجوا على خيولهم ، ونزل الباقون فعرقبوا دوابّهم وقاتلوا حتى قتلوا أربعة آلاف وخمسمئة (١)!
وكثر المسلمون في الصين! فخرج فيهم رجل وعظم جمعه وحاصر مدينة خانقوه وهي مدينة حصينة ولها نهر عظيم ، وفيها ناس كثير مسلمون ونصارى ويهود ومجوس! وغيرهم ، ففتحها عنوة ، وقتل ما لا يحصى ، ثمّ استولى على كثير من بلاد الصين ، ثمّ حاربه ملك الصين فانهزم جمعه (٢).
ابن طولون في الشام :
في (٢٦٥ ه) تمرّد أحمد بن طولون التركي والي مصر ، على المعتمِد ، فسار بعسكره من مصر إلى سيما وإلى حلب والعواصم في أنطاكية فحاصرها حتى فتحها وقتل سيما ، وملك حلب ثمّ دمشق وحمص وحماة وقنّسرين إلى الرّقة ، فأمر المعتمد بلعن ابن طولون على المنابر ، وأمر ابن طولون بلعن المعتمد ، حتى مات في سنة (٢٧٠ ه) وخلفه ابنه خمارويه (٣).
عاقبة يعقوب ، وطاعة عمرو :
في شوال سنة (٢٦٥ ه) مات يعقوب الصفار في جُندي شاپور ، وخلّف
__________________
(١) تاريخ مختصر الدول لابن العبري : ١٤٨.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٢٩.
(٣) تاريخ مختصر الدول : ١٤٨.