شغب الحسني بالحجاز :
كان على مكة جعفر بن الفضل العباسي ، ففي شهر ربيع الأول عام (٢٥١ ه) بمكة إسماعيل بن يوسف الحسني فهرب عاملها فأنهب الحسني داره ودور أصحابه وقتل جمعاً من الجند وغيرهم ، ثمّ أخذ ما في الكعبة وخزائنها من الذهب والفضة والطيب وحتى الكسوة! وأخذ من الناس نحواً من مئتي ألف دينار! وأنهب بعض دورها وأحرق بعضها الآخر.
وبعد خمسين يوماً لأواخر ربيع الآخر سنة (٢٥١ ه) خرج منها إلى المدينة. وكان عليها علي بن الحسين بن إسماعيل فتوارى عنه ، ولم يذكر عنه شغب ببلدته المدينة في شهري الجماديين. ولعمرة رجب عاد إلى مكة فحاصرهم شهري رجب وشعبان حتى تماوت أهلها جوعاً وعطشاً فبلغت شربة الماء درهماً وثلاثة أواقي الخبز بثلاثة دراهم ، ورطل اللحم بأربعة دراهم! وأقام ولشهر رمضان تركهم إلى جدة فأخذ أموال تجارها ومراكبها وحبس الطعام عن مكة فحُمل إليها من اليمن ثمّ بالمراكب في البحر الأحمر من مصر. ثمّ عاد لموسم الحج ، وكان المعتز وجه إليه عيسى المخزومي وكعب البقر بجيش معهم فتقاتلوا وقتل أكثر من ألف من الحجاج ثمّ رجع عنهم (١).
وفاة محمد بن علي الهادي عليهالسلام :
مرّ خبر مولد الحسن العسكري في (٢٣٢ ه) وفي العشرين من سنّه يكون في سنة (٢٥٢ ه) ، فأسند الكليني عن الحسن بن الحسن الأفطس أنه وجمعاً من بني هاشم اخبروا بوفاة محمد بن علي بن محمد فحضروا دار أبي الحسن الهادي
__________________
(١) تاريخ الطبري ٩ : ٣٤٦.