إعلان المأمون تفضيل علي عليهالسلام :
قال الطبري في حوادث عام (٢١٢ ه) : في شهر ربيع الأول منها أظهر المأمون القول بتفضيل علي عليهالسلام أنّه أفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله (١) وتفضيله على جميع الصحابة (٢) وعطفه السيوطي على البراءة من معاوية قال : فيها أمر المأمون بأن ينادى : برئت الذمة ممّن ذكر معاوية بخير ، وأن أفضل الخلق بعد النبي علي بن أبي طالب .. وفضّله على أبي بكر وعمر. وأظهر القول بخلق القرآن مضافاً إلى ذلك ، فاشمأزّت منه النفوس وكاد أن يفتتن البلد فكفّ عنه (٣).
وقد ورد تفصيل هذا التفضيل في ما أسنده الصدوق عن إسحاق بن حماد بن زيد (الأزدي البغدادي القاضي؟) قال : سمعنا القاضي يحيى بن أكثم التميمي قال (٤) : أمرني المأمون باحضار جماعة من أهل الحديث وجماعة من أهل الكلام والنظر. فجمعت له من الصنفين زهاء أربعين رجلاً ، ثمّ مضيت بهم إلى مجلس الحاجب ، ودخلت عليه فأعلمته ، فأمرني بادخالهم ، فدخلوا وسلّموا فقال لهم : ضعوا أرديتكم وسلّوا أخفافكم ومن كان منكم حاقناً (ببول) أو له حاجة فليقم إلى قضاء حاجته وانبسطوا ، فإني اريد أن أجعلكم في يومي هذا حجة بيني وبين الله تبارك وتعالى!
فقاموا وفعلوا ما أرادوا واجتمعوا إليه فقال لهم : يا أيها القوم! إنما استحضرتكم لأحتجّ بكم عند الله تعالى! فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم وإمامكم ،
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ : ٦١٩.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٠٩.
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٦٦.
(٤) هنا يحكي عن ابن أكثم وفي أواخر الخبر خطاب المأمون لإسحاق الراوي! كما يأتي.