قال المسعودي : وفيها : قدمت أُم الفضل ابنة المأمون من المدينة إلى عمّها المعتصم مع زوجها محمد بن علي بن موسى (١).
الجواد عليهالسلام إلى بغداد :
كأنما عُرف المعتصم بأنّه ليس كأخيه المأمون في تفضيل علي عليهالسلام وآل علي ، والناس على دين ملوكهم ولا سيّما عمّالهم ، ومن عُمّال المعتصم عامله على المدينة عمر بن فرج الرّخجي (٢).
كان الجواد عليهالسلام صائماً وخاطبه الرُّخجي هذا في شيء وتجاسر فقال له : أظنّك سكراناً! فرفع الجواد عليهالسلام يديه ودعا عليه قال : اللهم إن كنت تعلم أني أمسيت لك صائماً فأذقه طعم الحَرَب (الفقر) وذلّ الأسر! روى ذلك الهادي عليهالسلام وقال : فوالله ما إن ذهبت االأيام حتى حُرب ماله وما كان له وأُخذ أسيراً (٣).
وسخط المعتصم على وزيره الفضل بن مروان ووجّه به إلى إسحاق بن إبراهيم الخزاعي (مولاهم والي بغداد) وبطش بجماعة من أصحابه وأمر بطلب أموالهم ، فركب به إلى داره وأخرج منها مالاً عظيماً ، واستصفى أموالهم (٤).
ثمّ استوزر محمد بن عبد الملك الزيّات ، وأمره باستقدام الجواد عليهالسلام من المدينة إلى بغداد. فأنفذ ابن الزيات إليه علي بن يقطين الأسدي مولاهم لذلك ، فتجهّز وخرج إلى بغداد (٥).
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٤٦٤.
(٢) الرخج بلدة قرب كابل في أفغانستان اليوم.
(٣) أُصول الكافي ١ : ٤٩٦ ، الحديث ٩ باب مولد الجواد عليهالسلام.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٧٢.
(٥) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤١٦.