ثمّ توفى أبو جعفر العَمري ، وكان قد دفن والدته في بيته وحفر لنفسه عندها في منزله وداره في شارع باب الكوفة ، فدفن هناك (١) في آخر جمادى الأُولى عام (٣٠٥ ه) كما مرّ.
بداية نيابة النائب الثالث :
روى الطوسي عن هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب عن جدّته لأُمّه أُم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قالت : كان أبو القاسم الحسين بن روح وكيلاً لأبي أبي جعفر ، سنين كثيرة ينظر له في أملاكه ، ويلقي بأسراره الرؤساء من الشيعة ، وكان يدفع إليه في كل شهر ثلاثين ديناراً ، ويصل إليه من رؤساء الشيعة ومن وزرائهم مثل آل الفرات وغيرهم صلات وعطايا ، لجاهه ولموضعه وجلالة محلّه عندهم ، فحلّ في أنفس الشيعة محلاً جليلاً ، لمعرفتهم باختصاص أبي إيّاه وتوثيقه عندهم ، ونشره فضله ودينه ، وما كان يحتمله من هذا الأمر. فمُهّدت له الحال في طول حياة أبي ، إلى أن انتهت الوصية إليه بنصّه عليه ، فلم يُختلف في أمره ولم يشك إلّاجاهل بأمر أبي ولست أعلم أنّ أحداً من الشيعة شكّ فيه (٢).
نعم ، نقل المفيد عن محمد بن أحمد الصفواني الآذربايجاني قال : كان في سنة (٣٠٧ ه) في بغداد ، ووافاها الحسن بن علي الوجناء النصيبي ومعه محمد بن الفضل الموصلي ، وكان رجلاً شيعيّاً يقرّ بوكالة العمريَّين الأب والابن ويتوقف عليه وينكر وكالة أبي القاسم بن روح ويقول في الأموال التي توصل إليه أنها تُخرج إلى غير موردها! ويقول له الحسن بن الوجناء : يا ذا الرجل! اتقِ الله ،
__________________
(١) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٦٦ ذيل الحديث ٣٣٤ وقال : وهو الآن في وسط الصحراء!
(٢) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٧٢ ، الحديث ٣٤٣.