فإنّ وكالة أبي القاسم كوكالة أبي جعفر العمري .. فقال الموصلي : من لي بصحة ما تقول في وكالة الحسين بن روح؟ فاتّفق الحسن بن الوجناء مع الموصلي على شيء بينهما ، ثمّ تناول منه دفتر حساباته وقطع منه نصف ورقة كان فيه بياض ، وتناول منه القلم وجعل يكتب ما اتّفقا عليه في تلك الورقة بذلك القلم بلا مداد! حتى ملأ الورقة ، ثمّ ختمه. وكان مع الموصلي شيخ أسود يخدمه. فأعطاه الحسن الورقة البيضاء المختومة! لينفذها إلى أبي القاسم الحسين بن روح.
وحضرت صلاة الظهر فصلينا هناك ، ورجع الشيخ الأسود الرسول فقال : قال لي : امضِ فإنّ الجواب يجيء. وقُدّمت المائدة ، فنحن في الأكل إذ ورد الجواب في تلك الورقة مكتوباً بمداد! فلمّا قرأه الموصلي موافقاً لما اتفق عليه مع الحسن بن الوجناء خجل من موقفه فلطم وجهه ندماً ، وطلب من ابن الوجناء أن يأخذه إلى الشيخ النوبختي فأخذه معه إليه ، فلمّا دخل عليه أخذ يبكي لديه ويقول له : يا سيدي أقلني أقالك الله! وقال له الشيخ : يغفر الله لنا ولك إن شاء الله (١).
مولد الصدوق بدعاء الحجّة (عجل الله تعالى فرجه):
كان من فقهاء قم يومئذ الشيخ علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، وكأنّه بعد وفاة الشيخ محمد العمري وأوائل توكيل النوبختي أراد أن يتبيّن الأمر بنفسه ، فقدم إلى بغداد واجتمع مع الشيخ النوبختي وسأله مسائله (٢).
__________________
(١) المصدر السابق : ٣١٥ ـ ٣١٧ ، الحديث ٢٤١.
(٢) رجال النجاشي : ٢٦١ برقم ٦٨٤.