على خراسان بمكان خليفته عليها غسّان بن عبّاد. وولّى ابنه عبد الله بن طاهر الخزاعي على الجزيرة والشام ومصر والمغرب! وصيّر إليه كل أعمالها وحرب المتغلبين عليها.
فبعد نفوذ أبيه طاهر إلى خراسان بشهرين نفذ ابنه عبد الله إلى الرَّقة في أوائل سنة (٢٠٦ ه) وكان نصر بن شبث النصري في بلدة كيسوم بالجزيرة متغلباً عليها وما والاها من نواحي الجزيرة ، فواقعه ، وكتب إلى سائر المتغلّبين في نواحي الجزيرة والشام فسألوه أن يكتب لهم الأمان فقبل ذلك وكتب لهم فكتب القوم له جميعاً أنهم في الطاعة (١).
وطاهر الخزاعي بخراسان :
قدم طاهر الخزاعي (مولاهم) إلى خراسان في أول سنة (٢٠٦ ه) وقد خرج بها حمزة الشاري ، فحاربه ، ومات حمزة ، فقام بعده إبراهيم بن النصر التميمي ، فما زالا يتصاولان ويتجاولان (٢).
وفي يوم جمعة صعد طاهر المنبر فخطب ولم يدعُ للمأمون! فكتب صاحب الخبر بخراسان يذكر ذلك للمأمون. وكان أحمد بن أبي خالد هو الذي شفع عند المأمون لطاهر بولاية خراسان ، فشكا المأمون ذلك إليه فقال : أنا أخرج إليه فأَكفيك أمره. ثمّ توفي طاهر في السنة التالية (٢٠٧ ه) فولّى المأمون ابنه طلحة بن طاهر ، وأنفذ إليه بجيش مع أحمد بن أبي خالد ومعه حيدر بن كاووس الأشروسنيّ المشهور بالأفشين ومعه جملة من أبناء ملوك خراسان (٣).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٥٦.
(٢) المصدر السابق.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٥٧.