على محمد وآل محمد ، وارزقه داراً ، وزوجة ، وولداً ، وخادماً ، والحج خمسين سنة! قال : فلما قال : خمسين سنة ، علمت أني لا أحجّ أكثر من خمسين سنة.
حدّث بهذا بعد أن حجّ منها ثمانياً وأربعين حجة وقال للراوي العُبيدي معه : حججت ثمانياً وأربعين حجة ، وهذه داري قد رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذا خادمي ، قد رزقت كل ذلك.
قال الراوي العبيدي : فحجّ بعد هذا الكلام حجّتين تمام الخمسين ، ثمّ خرج بعد الخمسين فزامل أبا العباس النوفلي القصير (١).
وفي المدينة زامله أُمية بن علي القيسي قال : دخلت أنا وحمّاد بن عيسى على أبي جعفر (الجواد) لنودّعه فقال لنا : لا تخرجا اليوم أقيما إلى غد. فلما خرجنا من عنده قال لي حمّاد : أنا أخرج فقد خرج ثقلي! وأنا قلت : أما أنا فأُقيم. فخرج حمّاد (٢) فلما صار في موضع الاحرام (مسجد الشجرة من ذي الحليفة قرب السيّالة التي تأتي من جحفة) دخل يغتسل ، فجاء السيل فحمله وغرق فيه قبل أن يحجّ زيادة على الخمسين (٣) فقبره بوادي سيّالة.
وذكره النجاشي وقال : مولى جُهينة. وقيل : عربي (٤).
ابن طاهر طهّر الشام ثمّ مصر :
قال اليعقوبي : وسار عبد الله بن طاهر (الخزاعي مولاهم) يستقرئ الشام لا يمرّ ببلد إلّاأخذ من رؤساء القبائل والعشائر ، والصعاليك والزواقيل!
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٣١٦ ، الحديث ٥٧١ و ٥٧٢.
(٢) كشف الغمة ٣ : ٥١٨ عن دلائل الإمامة للحميري.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٣١٧ ، الحديث ٥٧٢.
(٤) رجال النجاشي : ١٤٢ برقم ٣٧٠.