فقالوا : هذا علوي يقال له : الحسن بن علي ، يُعرف بابن الرضا ، فازددت تعجباً.
ثمّ لم أزل يومي ذلك قلقاً متفكّراً في أمره وأمر أبي وما رأيت فيه! حتّى كان الليل ، فلمّا صلّى وجلس على عادته لينظر فيما يحتاج إليه من المشاورات وما يرفعه إلى السلطان ، جئت إليه وليس عنده أحد وجلست بين يديه ، فقال لي : يا أحمد ألك حاجة؟ قلت : نعم .. مَن الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الإجلال والتبجيل والكرامة ، وفدّيته بنفسك وأبويك؟
فقال : يا بُني ؛ ذاك إمام «الرافضة» ذاك الحسن بن علي المعروف بابن الرضا .. ثمّ قال : يا بُني ، لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا! وإنّ هذا ليستحقها في فضله وعفافه ، وهَدْيه وصيانته ، وزهده وعبادته ، وجميل أخلاقه وصلاته! ولو رأيت أباه لرأيت رجلاً جزلاً نبيلاً فاضلاً! فاستزدته في قوله فيه ما قال! أي حسبته زائداً مبالغاً!
ثمّ ما سألت أحداً من بني هاشم (بني العباس) والقواد والكتّاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلّاوجدته عندهم في غاية الإجلال والإعظام والمحل الرفيع والقول الجميل ، والتقديم له على جميع أهل بيته ومشايخهم! فعظم قدره عندي ، إذ لم أر له ولياً ولا عدواً إلّاوهو يحسن القول فيه والثناء عليه (١).
ترحّم الإمام على ابن شاذان :
سيأتي ذكر وفاة العسكري عليهالسلام في الثامن من شهر ربيع الأول سنة (٢٦٠ ه) ، وفيما يلي أخبار عنه عليهالسلام بترحُّمه على الفضل بن شاذان بن خليل
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٥٠٣ ، ٥٠٤ ، الحديث ١ ، باب مولد العسكري عليهالسلام.