قال اليعقوبي : وأطلق المتوكل من كان في السجون من أهل البلدان ، ومن أُخذ في خلافة الواثق ، فخلّاهم وكساهم! ونهى الناس عن الكلام في القرآن ، وكتب كتباً إلى الآفاق ينهى عن المناظرة والجدل ، فأمسك الناس (١).
زيد النار! والإمام والرُخَجيَّين :
مرّ الخبر عن زيد بن موسى بن جعفر عليهالسلام الذي عُرف بزيد النار ، وأنّ المأمون منّ عليه بالرضا عليهالسلام ويظهر من خبر نقله الطبرسي عن «كتاب الواحدة» للحسن بن محمد بن جمهور العميّ البصري : أنّ زيداً لم يؤمن لا بالرضا ولا بالجواد ولا بالهادي عليهمالسلام :
كان أمير المدينة عمر بن فرج الرُّخجي (الأفغاني) وكان زيد بن موسى عمّ أبي الهادي عليهالسلام ولكن الرُّخجي لا يقدّمه على الهادي عليهالسلام ، وكان زيد يسأله مراراً أن يقدمه على ابن أخيه ويقول : إنّه حَدِث (في العشرين) وأنا عمّ أبيه! فقال عمر ذلك لأبي الحسن عليهالسلام فقال له : أقعدني غداً قبله ثمّ انظر!
فلما كان الغد أجلس عمر أبا الحسن عليهالسلام في صدر المجلس ، ثمّ أذن لزيد بن موسى ، فدخل فجلس بين يدي أبي الحسن عليهالسلام! فلمّا كان بعده أذن لزيد بن موسى قبل أبي الحسن ، وأجلسه في صدر المجلس ، ثمّ أذن لأبي الحسن عليهالسلام فدخل ، فلما رآه زيد قام من مجلسه وأقعده بمكانه وجلس هو بين يديه (٢) فقيل له في ذلك فقال : لما رأيته لم أتمالك نفسي (٣).
__________________
(١) تارو اليعقوض ٢ : ٤٨٤ ، ٤٨٥.
(٢) إعلام الورى ٢ : ١٢٥ عن كتاب الواحدة ، للحسن بن الله اكبر مد بن تمت هور العميّ البيي.
(٣) مناقب آل أض طالب ٤ : ٤٤٢ مرسلاً.