وصلاته عليهالسلام لعيد الفطر عام (٢٠١ ه):
اختصر طريق الخبر الكليني عن علي بن إبراهيم (عن أبيه) عن ياسر الخادم والريان بن الصلت (الأشعري القمي) جميعاً (١) وفصّله الصدوق بوصف الريّان بن الصلت بأنّه كان من رجال الحسن بن سهل (؟) وتوقيت تلقّى الخبر عن ياسر الخادم أنّه حدّثه بعد وفاة الرضا عليهالسلام لما رجع المأمون من خراسان بأخباره كلها ، وزاد طريقاً آخر عن القمي عن أبيه عن محمّد بن عرفة وصالح بن سعيد الكاتب.
قالوا : فلمّا حضر العيد بعث المأمون إلى الرضا عليهالسلام يسأله أن يركب ويحضر العيد ويخطب ، وليعرف الناس فضله وتَقرّ قلوبهم بهذه الدولة المباركة. فبعث إليه الرضا قال : قد علمتَ ما كان بيني وبينك من الشروط لدخولي في هذا الأمر! فردّ المأمون : إنّما اريد بهذا أن يرسخ هذا الأمر في قلوب الجند والشاكرية والعامة وتطمئن قلوبهم ويَقرّوا بما فضّلك الله به! فلمّا ألحّ عليه قال له : يا أمير المؤمنين! إن أعفيتني من ذلك فهو أحبّ إليّ ، وإن لم تُعفني خرجت كما كان يخرج رسول الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهماالسلام. فقال المأمون : اخرج كما تحب.
وأمر المأمون قوّاده والناس أن يبكّروا إلى باب أبي الحسن الرضا عليهالسلام.
فاجتمع القوّاد على باب الرضا عليهالسلام وقعد الناس من الرجال والنساء والصبيان في الطرقات والسطوح.
فلمّا طلعت الشمس (يوم العيد) قام الرضا عليهالسلام فاغتسل ، ثمّ تعمّم بعِمامة بيضاء (لا خضراء) وألقى طرفيها على صدره وكتفه وشمّر (ثوبه عن رجليه) وأخذ بيده عُكازة (عصا) وقال لمواليه : افعلوا مثل ما فعلت. ففعلوا. ثمّ خرج حافياً ماشياً ونحن بين يديه.
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٤٨٨ ، الحديث ٧.