ولما تحقّق ذلك عند المأمون أمر بالرحيل إلى بغداد (١).
ونقل الصدوق عن الكتاب الذي صنّفه أبو علي الحسين بن أحمد السلامي في «أخبار خراسان» فذكر أنّه لما بلغ المأمون أخبار إبراهيم بن المهدي وأنهم بايعوه بالخلافة ، علم أنّ الفضل بن سهل غطّى عليه وأشار بغير صواب ، فخرج من مرو عائداً إلى العراق (٢).
وكان للمأمون عساكر قد أعدّها للنوائب فيقال لها : النوائب ، فخرج المأمون وأمر أن تتقدمه إلى بغداد ، وبلغ ذلك إلى ذي الرياستين فجاء إليه وسأله : يا أمير المؤمنين ما هذا الرأي الذي أمرت به؟ فقال : أمرني بذلك سيدي أبو الحسن ، وهو الصواب. فقال : يا أمير المؤمنين! ما هذا الصواب! وردّها ذو الرياستين!
فجاء الرضا عليهالسلام إلى المأمون وقال له : يا أمير المؤمنين ما صنعت في تقديم النوائب؟ فقال له المأمون : يا سيدي! أنت مُرهم بذلك! فخرج أبو الحسن عليهالسلام وصاح بهم : قدّموا النوائب! قال ياسر الخادم : فكأنما وقعت فيهم النيران ، فأقبلت النوائب تتقدم وتخرج! وخرج المأمون وخرجنا مع الرضا عليهالسلام (٣).
مقتل الفضل في حمام بِسَرَخْس :
أسند الصدوق عن ياسر الخادم : أنهم لما كانوا في (سَرخس) ورد على ذي الرياستين كتاب من أخيه الحسن بن سهل : أني نظرت في تحويل هذه السنة (وكانت أيام تحويل السنة في أواخر شهر رجب ٢٠٢ ه فلعلّه كان مع خروج المأمون من
__________________
(١) انظر تاريخ الطبري ٨ : ٥٦٤ و ٥٦٥ بتصرف.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٦٩ ، الحديث ٢٨.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٦٠ ـ ١٦٢ ، الحديث ٢٤.