أبقار المتوكّل تحفر قبر الحسين عليهالسلام :
مرّ الخبر أنّ الواثق قام بإكرام بني الأعمام من بني هاشم من آل أبي طالب والعلويين حتّى أنّه عُرف أو لُقّب من ذلك بالمأمون الثاني أو الأصغر ، فكأنّ هذا كان ضوءاً أخضر لمن حضر بحاير الحسين عليهالسلام (١) للسلام عليه ولا سيّما في أيام محرم الحرام بل كل الأيام ، حتّى أنّ دوراً ومنازل كانت قد اقيمت حوله كما يأتي.
أسند الطوسي عن القاسم بن أحمد الأسدي الكوفي ، قال : وكان له علم بالسيرة وأيام الناس ، وقال : بلغ المتوكّل جعفر بن المعتصم : أنّ أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين عليهالسلام فيصير إلى قبره خلق كثير منهم (٢).
فكأنّ هذه الأجواء هي التي حملت المتوكل على أن يكتب للإمام الهادي عليهالسلام ذلك الكتاب اللطيف ، ونقل مثلها السبط عن ابن هرثمة عن أهل المدينة بالنسبة للإمام عليهالسلام. وكأنّ المتوكل باستقدام الإمام عليهالسلام إليه إلى سامراء وحصره في حصار عسكره أراد بذلك أن يأمن منه لما يريد.
جاء في خبر الطوسي : في سنة (٢٣٧ ه) أنفذ المتوكل قائداً من قوّاده (؟) وضمّ إليه كثيراً من جنوده ليهدم قبر الحسين عليهالسلام ويمنع الناس من الاجتماع إلى قبره وزيارته!
قال : فخرج القائد (؟) إلى الطف وعمل بما أمر. وكان أهل السواد قد رأوا من الدلائل (من قبره) ما حملهم على أن ثاروا واجتمعوا عليه وقالوا له : (والله) لو قُتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منا عن زيارته!
__________________
(١) كلمة الحاير من الحيرة بمعنى الحجرة في لفظ أهل الحيرة وعنها في الكوفة ، عَلماً لحجرة قبر الحسين عليهالسلام ، وكانت مبنية عليه قبل أن تهدم ويحور الماء حول قبره ، فهذا متأخر عن إطلاق الحاير عليه!
(٢) أمالي الطوسي : ٣٢٨ ، الحديث ١٠٣ ، المجلس ١١.