فجمع العلماء فسألهم عن ذلك فاختلفوا عليه بين عشرة آلاف إلى مئة ألف ، فقال له عُبادة (؟) : ابعث إلى ابن عمّك علي بن محمد بن الرضا فاسأله.
فبعث إليه فسأله فقال : الكثير ثمانون. فقالوا له : ردّ إليه الرسول فقل : من أين قلت ذلك؟
فقال : من قوله تعالى لرسوله : (لَقَدْ نَصَرَكُمْ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ) وكانت المواطن ثمانين موطناً (١).
ورواه العياشي في تفسيره عن يوسف بن السخت قال : اشتكى المتوكل شكاة شديدة ، فنذر : إن شفاه الله يتصدق بمال كثير. فعوفي من علّته ، فسأل أصحابه عن ذلك ، فأعلموه أنّ أباه تصدق بثمانية ألف ألف .. فاستكثر ذلك ، فقال له منجّمه أبو يحيى بن أبي منصور : لو كتبت إلى ابن عمك (يعني أبا الحسن) فأمر أن يُكتب إليه ، فكُتب إليه.
فكتب أبو الحسن : تصدّق بثمانين درهم. فقالوا : سلوه من أين؟ فسألوه فقال : هذا من كتاب الله ، قال الله لرسوله : (لَقَدْ نَصَرَكُمْ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ) والمواطن التي نصر الله فيها رسوله عليه وآله السلام ثمانون موطناً ، فثمانون درهماً من حلّه : مال كثير (٢).
__________________
(١) تفسير القمي ١ : ٢٨٤ ، ٢٨٥. والآية ٢٥ من سورة التوبة.
(٢) تفسير العياشي ١ : ٨٤ ونحوه الكليني في فروع الكافي ٧ : ٤٦٣ ، الحديث ٢١ ، باب النوادر لكتاب الأيمان والنذور. والصدوق عن الصادق في كتاب من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٣٢ ، الحديث ١٠٩٥. وكذا عنه عليهالسلام في معاني الأخبار : ٢١٨. والطوسي في التهذيب ٨ : ٣٠٩ ، الحديث ١١٤٧ و ٨ : ٣١٧ ، الحديث ١٨٠ ، وغير واحد من أهل السنة في كتبهم أقدمهم : السمعاني في الأنساب ٤ : ١٩٦.