في بيت ماله خمسين ألف ألف (مليون) درهم وثمانمئة ألف دينار ، وخلفه أخوه عمرو (١).
وكان قد جاء يعقوب رسول من الخليفة المعتمد ليستميله ، فأحضره وجعل عنده رغيف خبز يابس يسمّى بالفارسي خوشكار وبصلاً وسيفاً! فقال للرسول : قل للخليفة : إن متّ فقد استراح مني واسترحت منه ، وإن عوفيت فليس بيني وبينه إلّاهذا السيف! فإن كسرني وأفقرني عُدت إلى أكل هذا الخبز والبصل! ثمّ مات.
وقام بعده أخوه عمرو بن الليث فكتب إلى الخليفة بطاعته ، فولّاه الموفّق أخ الخليفة إصفهان إلى خراسان وسجستان وكرمان حتى السند (٢).
مصير صاحب الزنج :
قال المسعودي : غلب صاحب الزنج على البصرة وأكثر كور الأهواز وما يلي أرّجان من أرض فارس ، ومن العراق على واسط إلى النعمانية وشاطئ دجلة إلى جرجرايا من النهروان ، وإلى الطفوف من نواحي الكوفة (٣).
قال : وفي ربيع الآخر سنة (٢٦٧ ه) قدّم الموفّق العباسي ابنه أبا العباس إلى سوق الخميس لحرب صاحب الزنج ، وكان فيها من قبله صاحبه الشعراني في جمع كثير من الزنوج ، فتحصّن بها ، ففتحها أبو العباس وقتل من كان فيها من الزنوج وغنم كل ما فيها ، وفتح مواضع أُخرى كثيرة. وسار الموفق إلى الأهواز
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ١١٤.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٣٠.
(٣) التنبيه والإشراف : ٣١٩.