فعاد بجكم إلى بغداد ثائراً على ابن رائق فاختفى ، ودخل على الراضي فأكرمه وقلّده إمارة بغداد وخراسان ولقّبه بأمير الأُمراء (١).
وكان ناصر الدولة الحمداني قد تمرّد بالموصل ، فخرج بجكم إليه وأخرج معه الراضي ، فحمل ناصر الدولة أمواله وهرب منها ، ثمّ تصالحوا فعاد ناصر الدولة إلى الموصل ، وعاد الراضي وبجكم إلى بغداد ، وقبل وصولهما ظهر ابن رائق بجماعته ببغداد ، فولّاه الراضي العواصم والرّها وحرّان وقنّسرين ، فاستولى عليها (٢).
ولموسم الحج لسنة (٣٢٧ ه) أعلن القرامطة أنهم يأخذون من كل جمل من جمال الحجّاج خمسة دنانير ويطلقون طريقهم للحجّ ، فحجّ الناس ، فكان أول تعشير للحجّاج.
فلمّا عاد حجّاج بغداد لسنة (٣٢٨ ه) فاضت بها دجلة فيضاناً عظيماً بلغ ارتفاعه (١٩) ذراعاً ، فانهدم به كثير من الدور وغرق به كثير من البهائم والناس (٣).
وفاة الشيخ ابن بابويه :
في سنة (٣٢٨ ه) اعتل الشيخ علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي والد الصدوق بقم ، وبلغ خبر علّته إلى بغداد إلى الشيخ علي بن محمد السمُري الصيمري البصري البغدادي ، فكان يسأل كل قريب عنه.
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٥٥.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٦٢.
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٥٥.