(مولاهم) : أنّ كل ذلك كان في يوم البيعة (١) وفي النقل الثاني عنه عن ابراهيم بن العباس قال : زوّجه ابنته اُمّ حبيب في أول سنة اثنتين ومئتين (٢) والحلبي المازندراني اختار هذا الثاني فقال به قولاً واحداً وزاد : وهو ابن خمس وخمسين سنة (٣) وهذا هو الاولى ، فمن المستبعد جداً أن يكون ذلك في يوم البيعة.
ولعلّ المأمون كان يريد بذلك جواب المعترضين بانتقال الخلافة ، بأنها إنّما تنتقل إلى أصهار العباسيين ثمّ إلى أسباطهم ، ولكنهم لم يقتنعوا بذلك.
فضائل علي عليه السلام لإقناع القواد؟!
مرّ صدر الخبر عن الريّان بن الصلت القمي : أنّ من لم يحبّ بيعة الولاية من الناس وقواد المأمون أكثروا من القول في ذلك ، وكان ذلك قد بلغ المأمون فبعث إليه في جوف الليل ، إلى أن أخبره بأن سبب ذلك عهده الله أن إذا أفضى الله إليه بأمر الخلافة أن يجعلها في موضعها الذي وضعه الله ، فلم ير أحداً أحق بهذا الامر من أبي الحسن الرضا فوضعها فيه. ومحاولة منه لاسترضاء هؤلاء القواد قال للريّان :
يا ريّان ، إذا كان غداً وحضر الناس ، فأقعد بين هؤلاء القوّاد وحدّثهم بفضل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. قال ريّان : فقلت له : يا أميرالمؤمنين ، ما اُحسن شيئاً من الحديث إلّا ما سمعته منك! فأنا اُحدّث عنك ما سمعته منك من الاخبار؟ فقال : نعم ، حدّث عنّي بما سمعته منّي من الفضائل.
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ١٤٧ ، الحديث ١٩.
(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٤٥ ، الحديث ٢.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٩٧. وكذا في تاريخ الطبري ٧ : ٥٦٦ ويبدو عنه في تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٠٤.