وبعث المعتصم ابنه وولّي عهده هارون الواثق بالله فصلّى عليه عند منزله في رحبة أسوار عند قنطرة البردان (١) ولا خلاف في أنّه حُمل إلى مقابر قريش فدفن خلف جدّه الكاظم عليهالسلام (٢).
مؤتمر الشيعة للإمامة بعده :
أسند الكليني عن خيران القراطيسي الأسباطي خادم الجواد عليهالسلام : أنّ محمد بن الفرج الرُّخجي (كان وكيل الإمام عليهالسلام) فاجتمع رؤساء العصابة (الشيعة) عنده يتفاوضون في أمر الإمامة بعد الجواد عليهالسلام ، وفيهم أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي.
وقد مرّ في الخبر أنّ رسول الجواد عليهالسلام كان قد قال لخيران : إنّ مولاك يقرأ عليك السلام ويقول لك : «إنّي ماض ، والأمر صائر إلى ابني علي ، وله عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي» فلمّا أصبح خيران كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع وختمها ودفعها إلى عشرة من وجوه العصابة وقال لهم : إن حدث بي حدث الموت قبل أن اطالبكم بها فافتحوها واعملوا بما فيها.
وكأنهم اجتمعوا وفيهم هؤلاء العشرة ، فكتب محمد بن الفرج إلى خيران يُعلمه باجتماعهم عنده ، وأنّه لولا مخافة شهرة الأمر لصار معهم إلى خيران ، لكن الآن يسأله أن يأتيه.
__________________
(١) كشف الغمة ٣ : ٤٨٦ ، ٤٨٧ عن ابن سعد في الطبقات.
(٢) وفي حرائق الفتن بين الشيعة وشانئيهم أحرقوا قبة مرقد الإمامين الكاظمين الجوادين وأرادوا حفر قبرهما لنقل عظامهما إلى مقبرة ابن حنبل! فحال الحريق وزناده وتراب الهدم بينهم وبين معرفة المرقدين فتركوهما! انظر المناقب ٤ : ٤٢٩.