واعتمد الصدوق على ذلك فقال : إنّ المعتصم سمّ محمد بن علي عليهالسلام (١) ونقله الحلبي قال : قال ابن بابويه : سمّ المعتصم لمحمد بن علي. فقال هو : قبض ببغداد مسموماً (٢) وفي كيفيته قال :
أنفذ المعتصم إليه شراب حامض الأُترنج بختمه على يدَي خادمه الخاص التركي اشناس وقال له : قل له : قد ذاقه أمير المؤمنين وقاضيه أحمد بن أبي دؤاد وسعد بن الخصيب وجماعة من المعروفين ، ويأمرك أن تشرب منها ، وقد صُنع في الحال ، وإنما ينفع بارداً وقد ذاب الثلج! وأصرّ عليه! فشربها وهو عالم بفعلهم.
ثمّ قال : وروي فيه وجه آخر سنذكره إن شاء الله (٣).
ثمّ قال : وروى : أنّ أُم الفضل بنت المأمون سمّته بمنديل مسموم للتنظيف بعد اجتماعه بها! فلمّا أحسّ بذلك قال لها : أبلاكِ الله بداء لا دواء له ، فاعتلّت كذلك (٤).
ولعلّه لعلة قلة التوفيق بين هذه الأقوال قال المفيد : قيل إنه مضى مسموماً ، ولم يثبت بذلك عندي خبر فأشهد به (٥) والطبرسي نقل قبله وأهمل قوله! ولكنه ترك (٦)!
__________________
(١) الاعتقادات للصدوق : ٩٨.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤١١ وليس عن ابن عياش!
(٣) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤١٦.
(٤) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤٢٣.
(٥) الإرشاد ٢ : ٢٩٥.
(٦) إعلام الورى ٢ : ١٠٦.