سوابق الصفار ، وغلبته بطبرستان :
قال المسعودي : كان الليث بن يعقوب الصفّار ، في حال صغره صفّاراً ، ثمّ خرج في مطوّعة سجستان إلى حرب الشراة الخوارج إلى مدينتهم ممّا يلي بلاد سجستان المعروفة بأوق ، واتّصل بدرهم بن نصر ، وترقّى به الأمر إلى أن دخل بلاد فيروز بن كبك ملك زابلستان ، ثمّ دخل بلاد هراة ثمّ بلخ ، ثمّ عاد إلى بلاد نيسابور فقبض على محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي (مولاهم) ثمّ رحل إلى بلاد طبرستان والمتغّلب عليها الحسن بن زيد الحسني (الزيدي) (١) وذلك في سنة (٢٦٠ ه).
وكان السلطان المعتمد العباسي قد أرسل رسلاً يطلبون الحسن بن زيد الحسني ، فلمّا قصده الصفّار راسلوا السلطان وقصدوا الصفّار برسالة من المعتمد ، فانكشف الحسن بن زيد وأمعن يعقوب في تعقيبه ومعه رسل السلطان ، فلمّا رأى بعضهم طاعة رجال الصفّار له وما كان منهم في تلك الحرب ، قال له : أيها الأمير! ما رأيت كاليوم! فقال له الصفار : وأعجب منه ما اريك إياه! ثمّ قربوا من الموضع الذي كان فيه عسكر الحسن بن زيد فوجدوا الكُراع والسلاح والعُدد وبُدر الأموال وجميع ما خلّف في عسكره حين هزيمته ، وجدوه على حاله ، لم يلتبس أحد من أصحابه بشيء منه ولا دنوا إليه ، بل إنما عسكروا بقربه بحيث يرونه بالموضع الذي خلّفهم فيه الصفار. فقال رسول الخليفة : هذه سياسة ورياضة راضهم الأمير بها إلى أن تأتّى له منهم ما أراده.
وكان الصفار لا يجلس إلّاعلى قطعة مِسح بطول سبعة أشبار وعرض ذراعين ، وإلى جانبه تُرسه يتكئ عليه ، فإذا أراد النوم نزع راية فجعلها مخدّته واضطجع على تُرسه. وأكثر لباسه خفتان مصبوغ بلون فاختى!!
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ١١٢.