ثلاث فرق فخربوا بلاد الروم وأحرقوا حتّى وصلوا إليه إلى عمورية ، فنصبوا المجانيق حتّى فتحوا بالمنجنيق ثغرة في سورها فهجموا عليهم منها ونهبوا وسبوا ، وأقبلوا بالسبي والأسرى من كل جهة (١).
وقال المسعودي : وكان عليها البطريق لاوي فخرج إليه وسلّمها إليه! وكان البطريق الكبير بها باطس (خال توفيل الملك) فاسر (٢) ، وقتل منها ثلاثين ألفاً! وأقام المعتصم عليها أربعة أيام يهدم ويحرق. وأراد أن يرحل فينزل على خليج القسطنطينية ويحتال في فتحها برّاً وبحراً ، إلّاأنّه أتاه ما أزعجه : أنّ (قائده العربي عُجيف بن عنبسة حسداً للقواد الأتراك) بايع للعباس بن أخيه المأمون وأنّه قد كاتب طاغية الروم! فأعجل المعتصم وأزاله عمّا كان عزم عليه ، فأمر بحبس العباس وأشياعه (٣).
مصير العباس بن المأمون :
بلغ المعتصم : أنّ عُجيف بن عنبسة (من قوّاده العرب) كان السبب في معصية العباس بن المأمون ، واجتماع من اجتمع إليه من القوّاد ، فلمّا انصرف المعتصم إلى أدَنة أمر بحبس العباس ومصادرة ما معه من الأموال ، فأحصوه فوجدوا له مئة ألف وستة عشر ألف دينار! فأمر أن تفرّق على الجند فيلعنوه! فأحصوا الجنود هناك فوجدوا ثمانين ألف مرتزق (وليس مئتي ألف ولا خمسمئة ألف كما مر) فدفع إليهم دينارين دينارين وأتمّ المعتصم المبلغ من عنده.
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢١٣ ، وفي ابن العبري : ١٤٠.
(٢) ثمّ صُلب في سامراء إلى جانب بابك ، مروج الذهب ٤ : ٤٧٤.
(٣) مروج الذهب ٣ : ٤٧٣.