اخرج من مدينة جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى سامراء كرهاً ، ولكنه إلّاأن يُخرج منها اليوم كرهاً وإلّا فهو لا يكره إدامة إقامته بها ، ولعلّه عليهالسلام كان يكره الكرّة إلى المدينة لما سيأتي قريباً من الحوادث بها ، فتركوه ويتأكّد هذا لما نجد في خبر آخر أنّ أبا موسى هذا من زملاء الخلفاء وإن كان من ملازمي الإمام عليهالسلام (١).
حوادث سنة (٢٤٩ ه):
قال اليعقوبي : في أول سنة (٢٤٩ ه) نفى المستعين عُبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى مكة ، ثمّ نفاه منها إلى برقة.
وفي شهر ربيع الآخر تأخرت أرزاق عصبة من الجند الأتراك والموالي فخرجوا إلى الكرخ واتهموا اوتامش التركي قالوا : أخذ أرزاقنا وأزال مراتبنا ، فخرج إليهم اوتامش مع كاتبه شجاع بن القاسم ليسكّنهم ، وكان المستعين موافقاً لإزالته ، فقتلوهما ، فأعلن المستعين موافقته بذلك وكتب إلى الآفاق بلعنه!
وفي صيف هذه السنة (٢٤٩ ه) في شهر رجب وجّه المستعين جعفر الخياط بجيش لغزو الصائفة إلى الروم ، فمرّ بملطية وعليها عمر بن عبد الله الأقطع وكان في ثمانية آلاف ، وتوغّل عمر في الروم فأحاطوا به فما عاد أحمد منهم! بل أغارت الروم حتّى توسطت بلاد المسلمين.
وكان على حمص الفضل بن قارن الطبري وكان قد جدّد قصر خالد بن يزيد بن معاوية ، فوثب أهل حمص عليه في هذه السنة (٢٤٩ ه) بقيادة غطيف الكلبي ومعه أحياء كلب فتحصّن الفضل في قصر خالد فحاصروه ، فأسلمه من كان معه حتى أخذوه وذبحوه وصلبوه! فوجّه المستعين إليهم موسى بن بغا الكبير في
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤٤٢.