وكان العامل بمكة جعفر بن الفضل بن يعقوب المعروف ببشاشات ، فواقعه فهزمه ودخل مكة وأقام ثلاثاً ثمّ اندفع إلى المواقف ، فلمّا أقبل إسماعيل مفيضاً إلى مكة مانعه أهلها فقاتلهم أصحابه حتّى دخل وطاف وسعى وطاف أيضاً ثمّ عاد إلى منى فأقام إسماعيل بمنى أيام منى ثمّ انصرف.
وكان على النفقات بمكة رجل يقال له محمد بن حاتم ، فقال لابن يعقوب : اقلع ما على دربند (باب) البيت وعتَبته من الذهب والفضة وأعطه الناس وحارب إسماعيل ، فقلع ذلك الذهب (١). وهنا ينبتر خبر اليعقوبي عن إسماعيل الحسني ، ويظهر من المسعودي في أخبار (٢٥٢ ه) أنّه غلب على مكة ثمّ خلفه أخوه ، وسيأتي خبره.
حوادث بغداد عام (٢٤٩ ه):
في سنة (٢٤٩ ه) شغب الشاكرية والجنود ببغداد لمّا رأوا من استيلاء الأتراك على الأملاك والدولة يقتلون من كرهوا من الخلفاء ثمّ يستخلفون من أحبوا بلا نظر للمسلمين والدين!
فاجتمعت العامة ببغداد بالنداء بالنفير ، ففتحوا السجون وأخرجوا من فيها ، وأحرقوا أحد الجسرين وقطعوا الآخر ، وانتهبوا دور أهل اليسار وأخرجوا منها أموالاً كثيرة ففرقوها (٢) ولعلهّا كانت انتقاماً لقتل يحيى بن عمر الزيدي ، ولعلّ ابن طاهر تفادياً لمثل أعمال الشغب هذه أشخص أهله ونساءه إلى خراسان ، كما مرّ خبره.
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٩٨.
(٢) مختصر تاريخ الدول : ١٤٦.