وأيضاً قبر الحسين عليهالسلام :
مرّ الخبر عن الطوسي بسنده عن القاسم بن أحمد الأسدي الكوفي وله علم بالسيرة وأيام الناس : أنّ المتوكل أخرج قائداً من قوّاده إلى طفّ كربلاء لحفر قبر الحسين عليهالسلام في سنة (٢٣٧ ه). قال : ثمّ مضى الأمر على ذلك حتّى كانت سنة (٢٤٧ ه) أي بعد عشرة أعوام وفي سنة قتله ، بلغ المتوكل كذلك مصير أهل الكوفة والسواد إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين عليهالسلام وأنّه قد كثر جمعهم لذلك ، وصار لهم سوق كبير هنالك! ولعلّه في أيام محرم الحرام لعاشوراء ، وصفر الخير لأربعين الحسين عليهالسلام ، أو لنصف شعبان ونصف رجب ، وهذان أقرب ممّا يلي حتّى يتصل بقتل المتوكل كما يأتي.
قال : فأنفذ قائداً من قواده (؟) في كثير من جنوده ، وأمر منادياً ينادي فيهم هناك ببراءة الذمة ممن يزور قبر الحسين! ثمّ نبش القبر وحرث أرضه! وتتبّع «الشيعة» فلم يتم له ما قدّر!
ثمّ أسند عن عبد الله بن دانية الطوري قال : في سنة (٢٤٧ ه) رجعت من الحج إلى العراق فزرت علياً عليهالسلام على خيفة من السلطان! ثمّ توجهت إلى كربلاء لزيارة الحسين عليهالسلام ، فإذا هو قد حُرثت أرضه ومخر فيها الماء ، وأرسلت الثيران العوامل في الأرض ولا يزالون ؛ فبعيني وبصري رأيتهم يثيرون الثيران فتنساق لهم حتّى إذا حاذت مكان القبر حادت عنه يميناً وشمالاً! فتُضرب بالعصيّ الضرب الشديد فلا ينفع ذلك فيها ، ولا تطأ القبر بوجه! فما أمكنتني زيارته إلّاكذا من بعيد ، وتوجهت إلى بغداد وقلت في ذلك شعراً :
تالله إن كانت أُمية قد أتت |
|
قتل ابن بنت نبيّها مظلوماً |
فلقد أتاك بنو أبيه بمثلها |
|
هذا لعمرك قبره مهدوما |
أسِفوا على أن لا يكونوا شاركوا |
|
في قتله ، فتتبّعوه رميما! |