ثمّ كان المتوكل يقول : اللهمّ ارحم محمد بن إدريس وسهّل عليَّ حفظ مذهبه وانفعني به! قال السيوطي : فكان المتوكل أول من تمذهب بمذهب الشافعي من الخلفاء (١)! فهل كان الشافعي يبغض علياً عليهالسلام ويذمّه ويضحّك عليه؟!
ويعدّ ممّن مات في عهد المتوكل أحمد بن حنبل (٢) ونقل عن ابن عساكر عن أحمد بن حنبل قال : رأيت في «نومي» قائلاً يقول شعراً :
ملك يُقاد إلى مليك عادل |
|
متفضّل بالعفو ليس بجائر |
فلمّا أصبحنا جاءنا نعي المتوكل (٣)! فابن حنبل يُعاد إلى الحياة ليشهد للمتوكل بالنجاة! شعراً!
ونقل الطوسي عن ابن خُشيش عن التميمي عن أبي المفضل الشيباني : أنّ المنتصر سمع أباه يشتم فاطمة عليهاالسلام (كما كان يشتم علياً) فسأل عن ذلك فقيل له : يجوز قتله إلّا أنّه من قتل أباه لم يطل عمره! قال : إذا أطعتُ الله بقتله فلا ابالي أن لا يطول عمري. فقتله وعاش سبعة أشهر (٤).
ولم يسمّ أحداً من أبنائه علياً وسمّى بطلحة (الموفّق) والزبير (المعتزّ) (٥) فما أشقاه ناصبيّاً!
لذا لم يشتهرا باسميهما بل بكناهما : أبو عبد الله المعتز ، وأبو أحمد الموفق! فالناس لم يكونوا على دين المتوكل!
__________________
(١) تاريخ الخلفاء : ٤١٢.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤١٧.
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤١٥.
(٤) أمالي الطوسي : ٣٢٨ ، آخر خبر ١٠٢ ، المجلس ١١.
(٥) المعارف : ٣٩٤ ، ومروج الذهب ٤ : ٨١ ، والتنبيه والإشراف : ٣١٦ ، وابن الوردي ١ : ٢٢٤ ، والسيوطي : ٤٢٠.