مات سنة (٢٧٨ ه) ومات بعده المعتمِد سنة (٢٧٩ ه) وقتلته مداومته لشرب النبيذ! ثمّ سلّموا على المعتضِد بالخلافة (١).
خلافة المعتضِد :
مرّ الخبر عن عدم اعتماد طلحة الموفق أخو المعتمد على تدبيره ، وتولّى هو تدبيره حتى أنه عيّن ابنه أحمد لولاية العهد وأخذ البيعة له بذلك ولقّبه بالمعتضِد ، فتولّى بعد أبيه الموفّق وعمّه المعتمِد ، وهو في الأربعين من عمره تقريباً. واستوزر عبيد الله بن سليمان. وجعل حاجبه صالح الأمين. وقاضيه إسماعيل بن إسحاق الجهضمي الأزدي مولاهم ، وكان مالكياً! وعبد الحميد البصري الحنفي على قضاء شرقيّ بغداد (٢) وأُمّه جارية رومية ، وقام مولاه بدر بتدبير خلافته والقوّاد والجيوش وجميع المعارف في الآفاق. ونديمه عبد الله بن حمدون (٣) واتخذ المطامير وفيها صنوف العذاب وعليها نجاح الحرمي (٤).
وكان أبوه الموفق قد غضب عليه فحبسه مدّة ، فرأى فيه رؤيا بشّرته بخلاصه وخلافته ؛ قال : رأيت كأنّ على دجلة شيخاً جالساً يمدّ يده إلى ماء دجلة فيسحب ماءها حتى تجفّ دجلة ، ثمّ يردّه من يده فتعود دجلة كما كانت! وكان حوله ناس سألتهم عنه قالوا : هذا علي بن أبي طالب عليهالسلام فقمت إليه وسلّمت عليه فقال لي : يا أحمد ، إنّ هذا الأمر سيصير إليك ، فلا تتعرض لولدي ولا تؤذهم! فقلت له : السمع والطاعة لك يا أمير المؤمنين!
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ١٣٩ ـ ١٤١.
(٢) التنبيه والإشراف : ٣٢٠ ، ٣٢١.
(٣) مروج الذهب ٤ : ١٤٢ و ١٤٣.
(٤) مروج الذهب ٤ : ١٤٥.