أبي طالب عليهالسلام والياً على مكة ، فلمّا صار الجلودي إلى مكة أشخص إبراهيم بن موسى إلى بغداد ، وولّى بمكانه عبيد الله بن الحسن العلوي. ثمّ نفذ إلى اليمن في أواخر ربيع الثاني وأوائل جمادى الأُولى سنة (٢٠٥ ه) فدعا حمدويه بن علي بن ماهان إلى الطاعة فامتنع ، وزحف إلى الجلودي لحربه ، وشبّت الحرب بينهما ، فقتل من أصحاب حمدويه خلق عظيم حتى انهزم ودخل صنعاء واختفى في ثياب جارية من جواريه في الدار التي كان ينزلها ، فاتبعه الجلودي إلى الدار حتى أخذه وقال له : قائد ابن قائد يقاتل الخليفة ويفرّ من الموت هذا الفرار؟! سوأة لك! أنا اصيّرك إلى أمير المؤمنين فيحكم فيك برأيه! وأشخصه إلى المأمون (١).
وخالد الشيباني إلى مصر :
كان على مصر عبد العزيز الجروي ومات فخلفه ابنه علي متغلّباً على أسفل مصر ، فوجّه إليه المأمون خالد بن يزيد الشيباني ومعه عمر بن فرج الرخجي في جيش ، عمر على الخراج وخالد له المعاونة والصلاة. فأخذا طريق البرية إلى فلسطين حتى قدما مصر ، وبلغ خبرهما إلى علي الجروي فكتب إليهما أنّ أباه كان على السمع والطاعة وأنه لم يزل عليها. وكان عبيد الله بن السريّ متغلباً بناحية من أرض مصر فكاتباه ثمّ زحف إليه خالد الشيباني وحاربه حتى أسره عبيد الله السري فحمله في البحر إلى العراق ، وخرج عمر الرخجي في وقت الحج إلى مكة (٢) في موسم عام (٢٠٥ ه).
وفي أول سنة (٢٠٦ ه) ولّى المأمون طاهر بن الحسين الخزاعي (مولاهم)
__________________
(١) المصدر : ٤٥٥.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٥٦ ـ ٤٥٧.