وعن صاحب الزنج بالبصرة :
قال اليعقوبي : زحف الخارج بالبصرة علي بن محمد المدّعي إلى آل أبي طالب ، زحف إلى الأُبلّة فنهبها وأخربها وأحرقها بالنار. فتوجّه إليه سعيد بن صالح فواقعه بنهر أبي الخصيب (١).
وفي آخر سنة (٢٥٧ ه) دخل المدّعي العلوي البصرة وحرّق المسجد الجامع ونهب بها ، فتوجّه إليه محمد المولّد التركي ، فلمّا بلغه الخبر خرج منها.
وفي أوائل سنة (٢٥٨ ه) دخل محمد المولّد التركي البصرة ، ولم يبقَ من أصحاب المدّعي العلوي بها أحد ، وكان أهلها قد خرجوا منها خوفاً منهم فعادوا فلم يجدوا منزلاً يُسكن (٢)!
وفي أول ربيع الأول سنة (٢٥٨ ه) خلع المعتمد على أخيه أبي أحمد الموفّق وعلى مفلح التركي معه ، ليشخصا إلى البصرة لحرب صاحب الزنج ، ففي منتصف جمادى الأُولى أوقع مفلح التركي به ، ولكنه أصابه سهم في صُدعه فنزف الليل حتى مات صباحاً. فانصرف أبو أحمد الموفّق عن حربه وحمل مفلحاً معه إلى سامرّاء فدفنه بها (٣) فاستولى صاحب الزنج على عبّادان بالأمان ، ثمّ على الأهواز عنوة بالسيف (٤).
ونقل السيوطي عن الصولي قال : كان يصعد المنبر بالبصرة فيسبّ طلحة والزبير وعائشة ، ولا يسبّ الشيخين ، ويسبّ عثمان ومعاوية حتى علياً عليهالسلام
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٥٠٧.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٥٠٩.
(٣) مروج الذهب ٤ : ١١١.
(٤) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٢٦.