وعاد إلى أخيه سالماً غانماً ، فعاد معه أخوه علي عماد الدولة حتى استولى على شيراز وملكها سنة (٣٢٢ ه) (١). وقال السيوطي : أتى همدان ليملكها فقاتلوه ففتحها عنوة أو صلحاً ثمّ صار إلى شيراز ، وقلّ ما عنده من مال ، واستلقى على قفاه فرأى حية تحركت في السقف ، فأمر بنقضه وإذا بصناديق مليئة ذهباً ، فانفقها على جنده! وركب يوماً فساخت قوائم فرسه فأمر بحفره فوجدوه كنزاً! وكان قد أُودع عند خياط اثنا عشر صندوقاً لا يعلم ما فيها ، وأرسل ابن بويه عليه ليخيط له ، وكان أطرش أصمّ فظن أنه سُعى به إليه فقال : والله ما عندي سوى اثني عشر صندوقاً لا أعلم ما فيها! فأحضروها فوجدوا فيه مالاً عظيماً (٢)!
وفاة ابن دُريد اللغوي :
قال المسعودي : في شعبان من عام (٣٢١ ه) في خلافة القاهر كانت وفاة محمد بن الحسن بن دريد الأزدي البصري العُماني في بغداد ، برع في الشعر وانتهى في اللغة إلى الغاية وقام فيها مقام شيخه الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري ، وأورد في اللغة أشياء لا توجد في المتقدمين ، ومن جيّد شعره قصيدته المقصورة (٣) وله كتاب الجمهرة في اللغة ، عاش (٩٣) عاماً (٤).
ولمّا سقطت البصرة بيد الزنوج فرّ منها إلى عُمان فأقام بها اثني عشر عاماً ، وكان على فارس شيراز بنو شاه مكيال فرحل إليهم فولّوه نظارة ديوانهم ،
__________________
(١) تاريخ مختصر الدول : ١٦١.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٤٩.
(٣) مروج الذهب ٤ : ٢٢٨ ، ٢٢٩.
(٤) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٥٥.