محمد بن طاهر أن يأذن له بجمع المطوّعة لقتال الخوارج ، فأذن له ، فسار إلى سجستان حتى نفاهم منها ، ثمّ زحف خلفهم إلى كرمان حتّى نقّى البلاد منهم ، فكتب المستعين إلى محمد أن يوليه كرمان ، فأقام بها وحسن أثره في البلاد (١) ثمّ تحرك من سجستان نحو هراة (٢).
وبالأُردن قام القطامي وكثف جمعه فجبى الخراج ، فأنفذ إليه صاحب فلسطين (؟) جيشاً بعد جيش فكسرهم ، حتّى توجّه إليه الأتراك مع مزاحم بن خاقان ففرّق جمعهم ونفاهم من الأُردن.
وكان على حمص كيدر بن عبد الله الأشروسني فاستقبح أهل حمص معاملته إياهم فخرجوا عليه وقتلوا من جنده جماعة وصلبوهم ، فولّى المستعين عليهم الفضل بن قارن الطبري فتلقوه بالقبول فدخل المدينة وسكن البلد وأقام أياماً ثمّ بلغه عن جمع منهم عزم الوثوب عليه فأخذهم وقتلهم.
وبعد أربعة أشهر من ولاية المستعين تحامل الأتراك على أحمد بن الخصيب (الجرجاني) وسخط عليه المستعين فنفاه إلى المغرب! فحُمل على الماء إلى البحر إلى أقريطش (؟) ثمّ حُمل في البرّ إلى القيروان (٣).
أحمد بن الخصيب والهادي عليهالسلام :
وهنا لنا لدى الكليني خبر يظهر منه كأنه بعد قتل المتوكل ووزارة ابن الخصيب كان يرى أنّ الذي استقدم الهادي عليهالسلام إلى سامراء وأسكنه في محلة
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٩٥.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٢١.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٩٤ و ٤٩٥ كان ذلك في جمادى الآخرة سنة (٢٤٨ ه) ومات بها سنة (٢٦٥ ه).