قال النوفلي : فقلت له : ما أراد الرجل (المأمون) إلّاامتحانه ليعلم هل عنده شيء من علوم آبائه؟
قال : ولما انصرفت إلى منزل الرضا عليهالسلام أخبرته بما كان من عمّه ، فتبسم وقال : حفظ الله عمّي ما أعرفَني لم كره ذلك (١).
الرضا ، وسليمان المرْوزي ، والبَداء :
مرّ الخبر آنفاً عن النوفَلي الهاشمي : أنّ المأمون إنّما أراد امتحان الرضا عليهالسلام ليعلم هل عنده شيء من علوم آبائه عليهمالسلام ، وحديث محمّد بن جعفر العلوي للنوفَلي : يا أبا محمّد ، إني أخاف أن يحسده هذا الرجل (المأمون) فيسمّه أو يفعل به بلية! وعاد النوفَلي بالنقل عن المأمون أنّه قال لسليمان المروزي متكلم أهل خراسان : إنّما وجّهت إليك لمعرفتي بقوّتك ، وليس مرادي إلّاأن تقطع (الرضا) عن حجة واحدة فقط! فقال سليمان : (إذن) يا أمير المؤمنين! اجمع بيني وبينه وخلّني والذمّ!
قال : ثمّ وجّه المأمون إلى الرضا عليهالسلام يقول : إنّه قدم إلينا رجل من أهل مرو ، وهو واحد أهل خراسان من أصحاب الكلام ، فإن خفّ عليك أن تتجشّم المصير إلينا ؛ فعلت.
قال : وكان معنا عمران الصابئ (المسلم) فقال لنا الرضا : تقدّموني ، ونهض هو للوضوء ، فصرنا مع ياسر خادم المأمون إلى بابه فأخذ ياسر بيدي وأدخلني على المأمون. فلمّا سلّمت عليه قال لي : أين أخي أبو الحسن أبقاه الله تعالى؟! قلت له : خلّفته يلبس ثيابه وأمرنا أن نتقدمه. قال : وبقي عمران الصابي على
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٦٨ ـ ١٧٠ بتصرف يسير من تقديم وتأخير.