وكان محبوب البجلي أبو الحسن يرغّبه أن يكتب أحاديث علي بن رئاب ويعطيه بكل حديث يكتبه درهماً!
وكان الحسن على أصله السندي آدم شديد الأدمة أنزع خفيف العارضين ، ربعة من الرجال ، يعرج قليلاً من وركه الأيمن.
وتلقى الحسن من أبي الحسن الرضا عليهالسلام رسالة تلقاها منه أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، فلمّا التقى ابن أبي نصر بالرضا عليهالسلام قال له : إنّ الحسن بن محبوب الزرّاد أتانا عنك برسالة. فقال الرضا عليهالسلام : صدق ، ثمّ قال : لا تقل الزرّاد بل السرّاد فإنّ الله تعالى يقول : (وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ (١)).
غارة الروم على بلاد الإسلام :
في سنة (٢٢٣ ه) خرج توفيل بن ميخائيل ملك الروم إلى بلاد الإسلام حتّى بلغ بلدة زِبَطرة ، فقتل من بها من الرجال وسبى النساء والذرية ، وأغار على ملطية وغيرها ، وسبى المسلمات ، ومثَّل بمن صار في يده من المسلمين : فسمل أعينهم وقطع آذانهم وأُنوفهم (٢)!
وبلغ ذلك إلى المعتصم وأن امرأة هاشمية! لما أسرها الرومان صاحت في أيديهم : وا معتصماه! فنهض من مجلسه ، وجمع عساكره وسار في شهر جمادى منها : (٢٢٣ ه) (٣) وقدم الأفشين حيدر بن كاووس الأشروسني ، فالتقى بالطاغية توفيل على ميلين من لورله ، فقاتله وقتل من أصحابه أربعة آلاف حتّى هزمه!
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٥٨٤ ، ٥٨٥ ، الحديث ١٠٩٤ و ١٠٩٥. والآية ١١ من سورة سبأ.
(٢) مختصر تاريخ الدول لابن العبري : ١٣٩ ، ١٤٠.
(٣) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢١٣.