واحضرت أصنام زعموا أنها حُملت إليه ، فالقيت في النار واضرمت حتّى أتت على الأربعة : بابك وباطس والأفشين ومازيار (١).
موت أبي دُلف العجلي :
في سنة (٢٢٦ ه) مات أبو دُلف القاسم بن عيسى العجلي رئيس عشيرته من عجل من ربيعة ، وكان الغالب عليه «التشيع» والميل إلى علي عليهالسلام وله ابنان : دُلف وبه كان يكنى أبا دلف ، وعيسى لغير أُمه.
وذُكر عن عيسى أنّ أخاه دلف كان ينتقص علي بن أبي طالب عليهالسلام ويضع منه ومن «شيعته» وينسبهم إلى الجهل ، ويكذّب الحديث النبوي الشريف : «يا علي لا يحبّك إلّامؤمن لرِشدة ، ولا يبغضك إلّاابن زنا أو ابن حيض».
وفي يوم من الأيام كان في مجلس أبيه ولم يكن أبوه حاضراً فقال عن «الشيعة» : إنهم يزعمون أنّه لا ينتقص علياً أحد إلّاكان لغير رِشدة! وأنتم تعلمون غِيرة الأمير (يعني أباه) وأنّه لا يتهيّأ الطعن على أحد من حُرمه ، وأنا أُبغض علياً!
قال عيسى بن أبي دُلف : فما كان بأوشك من أن خَرج أبي ، فلمّا رأيناه وقفنا له ، فقال : قد سمعت ما قاله دُلف ، والحديث لا يُكذب! والخبر الوارد في هذا المعنى لا يختلف! هو ـ والله ـ لِزَنية وحَيضة! وذلك أنّه كانت لُاختي جارية كنت معجباً بها ، وكنت عليلاً فبعثَتها اختي تمرّضني فلم أتمالك أن وقعت عليها! وكانت حائضاً! فلما ظهر حملها وهبتها لي!
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٤٧٤ ، وزاد ابن العبري في مختصر تاريخ الدول : ١٤٠ : ووجد بقلفته لم يُختن!