الكلمة وضبط البلاد ، ثمّ تفاقم أمره حتّى خلع وأظهر المعصية! فقيل إنّ الأفشين كاتبه وحمله على الخلع! فأمر المعتصم بحبس الأفشين سنة (٢٢٦ ه).
ووجّه المعتصم ببغا التركي لحرب منكجور ، فلمّا صدقه القتال ضرع منكجور لطلب الأمان ، فقدم به بغا معه إلى سامراء. ووجّه بمحمد بن إبراهيم لحرب المازيار في جيش ، وكتب إلى عبد الله بن طاهر الخزاعي (مولاهم) على خراسان أن يمد محمداً بالجيوش فحاربوه حتّى خرج المازيار ليلاً إلى قرابة لعبد الله بن طاهر فقدم به إلى سامراء سنة (٢٢٦ ه) (١).
وحيث كان المازيار زعم : أنّ الأفشين حمله على العصيان والطغيان جمع القاضي أحمد بن أبي دؤاد الإيادي بينهما وقال للمازيار : هذا الذي زعمت أنّه حملك على المعصية؟!
فقال له الأفشين : والله إنّ الكذب قبيح من السوقة فكيف بالملوك! والله ما ينجّيك كذبك هذا من القتل فلا تجعل خاتمة أمرك الكذب!
فقال المازيار : إنما أرسلت إليه وكيلي أبا الحارث فأخبرني أنه لما قدم عليه أكرمه وبرّه! والله ما كتب إليّ ولا راسلني!
فضُرب المازيار حتّى قُتل وصُلب إلى جانب بابك ، ورُدّ الأفشين إلى السجن حتّى اخرج ميتاً فصُلب عرياناً على باب العامة! ثمّ انزل فاحرق بالنار (٢)!
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٧٦ ـ ٤٧٨ ، وفي مروج الذهب ٤ : ٤٧٣ : أنّ عبد الله بن طاهر الخزاعي (مولاهم) سيّر إليه عمّه الحسن بن الحسين الخزاعي من نيشابور فحاربه حتّى نزل مدينة سارية ، وأتت عيون الحسن إليه أنّ المازيار خرج في نفر يسير للصيد ، فبادره الحسن وناوشه حتّى أسره إلى سامراء فأقرّ على الأفشين.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٧٨.