بولايته على دمشق فسار إليها وتولّاها ثمّ في عام (٣٢٣ ه) ولّاه الراضي على مصر مع الشام وعزل عنها أحمد بن كيغلغ ، فتوجه الأخشيد إليها ودخلها في أوائل رمضان (١).
تغيير الوزارة إلى إمارة العسكر :
كان حمل الراضي للأخشيد الفرغاني على ضمّ حكم مصر إلى حكم الشام ، آخر تصرّف للخليفة ، وبعدها مُنع من ذلك بتملك محمد بن الرائق ، وكان على البصرة وواسط وكانت عمدة أرزاق بغداد تحمل منهما إليها فمنعها وحتى قطع البريد ، فضاقت أرزاق بغداد ، واضطرّ الخليفة الراضي أن يسترضي ابن الرائق ويستقدمه إلى بغداد ويستميله ليقوم بالأُمور ، فجاء وقلّده إمارة الأُمراء على الجيش والوزارة ، فبطلت الوزارة (٢) وولّاه الخراج والدواوين في جميع البلاد ، وأمر أن يُخطب له على جميع المنابر ، فكان ابن رائق وكاتبه ينظران في كل الأُمور ، وصارت تحمل الأموال إلى خزائنهم فيتصرفون فيها كما يريدون وإنما يطلقون للخليفة ما أرادوا (٣) ولم يبقَ للخليفة غير بغداد وأعمالها ، والحكم حتى فيها لابن رائق وليس للخليفة معه حكم.
وتغلّب العمال على الأطراف : فالبصرة لابن رائق ، وخوزستان لابن البريدي ، وفارس لابن بويه عماد الدولة ، والري وإصفهان والجبل بين ابن بويه ركن الدولة ووشمگير أخي مرداويج يتنازعان عليها ، وكرمان لابن إلياس ،
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٥٨.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٥٩.
(٣) تاريخ مختصر الدول : ١٦٣.