قال الرضا عليهالسلام : ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم (بل هو) يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة. أرأيت ما يأكل أهل الجنة وما يشربون أليس يُخلف مكانه؟ قال : بلى ، قال : أفيقطع ذلك عنهم وقد أخلف مكانه؟ قال : لا. قال : فكل ما كان فيها إذا اخلف مكانه فليس بمقطوع عنهم .. إذن ، يبيد ما فيها ، وهذا إبطال للخلود وخلاف كتاب الله ، فالله عزوجل يقول : (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (١)) ويقول عزوجل : (عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (٢)) ويقول عزوجل : (وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (٣)) ويقول عزوجل : (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (٤)) ويقول عزوجل : (وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ* لَامَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (٥)) فلم يحَر سليمان جواباً.
ثمّ عاد كلامهما في صفة الإرادة لله سبحانه ، خمس صفحات ، وانقطع سليمان فيها خمس مرات ، وعند ذلك قال له المأمون : يا سليمان ، هذا أعلم هاشمي! ثمّ تفرّق القوم (٦).
الرضا ، وابن الجهم ، والعصمة :
جمع المأمون للرضا عليهالسلام أهل المقالات من ديانات النصارى واليهود والمجوس والصابئين ، وسائر أهل المقالات من أهل الإسلام كسليمان بن حفص المروزي متكلم أهل خراسان. قال أبو الصلت الهروي : فلم يقم أحد منهم إلّا
__________________
(١) ق : ٣٥.
(٢) هود : ١٠٨.
(٣) الحجر : ٤٨.
(٤) البينة : ٨.
(٥) الواقعة : ٣٢ ـ ٣٣.
(٦) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٨٤ ـ ١٩١.