فكُتب عليها شعراً :
رحم الله علياً |
|
إنه كان تقياً |
فلما رآها أبو عمرة وهو أعور أمر أن يمحى! ورُفع ذلك إلى المأمون فأشخصه إليه ، فلما دخل عليه قال له : لِمَ محوت اسم أمير المؤمنين من السارية؟! وقد كان عليها :
رحم الله علياً |
|
إنه كان تقياً |
قال : بلغني أنه كان : إنه كان نبيّاً! فقال له المأمون : بل كانت القاف أصحّ من عينك الصحيحة! ولولا أن أزيدك عند العامة نفاقاً لأدّبتك! ثمّ أمر بإخراجه (١).
خروج اليمن عن حكم المأمون :
كان إبراهيم بن أبي جعفر الحميري المُناخي أناخ بالحميريين معه بجبل منيع وامتنع عن حكم المأمون.
وكان على اليمن محمد بن نافع ، فثار عليه رجل من نسل عمر بن الخطاب يُدعى أحمد بن محمد العُمري ، وثب بمن معه على ابن نافع وأخرجه من اليمن واحتوى على بيت المال. فولّى المأمون اليمن محمد بن عبد الحميد ، فلمّا قدم بعسكره إلى اليمن استأمن إليه أحمد العمري فآمنه ثمّ أوثقه وولده وجمعاً من أهل بيته في الحديد وحملهم إلى المأمون. ولكنه بعده زحف إلى إبراهيم الحميري المُناخي في جباله فحاربه المناخي وأناخ عليه بالقتل والأسر وقطع أيدي وأرجل أسراه وخلّى سبيلهم ، وغلب على اليمن وخرّب حصن السلطان سنة (٢١٢ ه) (٢).
__________________
(١) تذكرة الخواص ٢ : ٤٨٧ عن كتاب الأوراق للصولي الشطرنجي (م ٣٣٥ ه).
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٦١.