ثمّ انفصل هذا الراوي الجرجاني من بغداد إلى بلاد الجبال فجرجان ، والتقى به أحمد بن محمد بن خالد البرقي القمي فروى عنه وعنه الحميري في كتابه «دلائل الإمامة» وعنه الإربلي في كتابه (١).
الهادي عليهالسلام إلى سامراء :
قال اليعقوبي : شخص علي بن محمد ابن الرضا مع يحيى بن هرثمة حتّى صار إلى موضع قبيل بغداد يقال له الياسرية ، فنزل يحيى هناك (وأرسل إلى إسحاق بن إبراهيم الخزاعي مولاهم والي بغداد بالخبر) فركب إسحاق بن إبراهيم يتلقاه ، ورأى اجتماع الناس لرؤيته وتشوقهم إليه! فأقام إلى الليل ثمّ دخل به في الليل إلى بغداد وأقام بها بعض تلك الليلة ثمّ نفذ إلى سامرّاء (٢).
وفي خبر المسعودي عن يحيى قال : قدمت به بغداد على إسحاق بن إبراهيم الطاهري (الخزاعي) وكان والياً على بغداد فقال لي : يا يحيى! إنّ هذا الرجل قد ولده رسول الله ، والمتوكل من تعلم! فإن حرّضته عليه قتله وكان خصمك رسول الله يوم القيامة! قلت له : والله ما وقع عيني منه إلّاعلى كل أمر جميل!
ثمّ سرت به إلى سامراء فبدأت بوصيف التركي (حاجب المتوكل) فأخبرته بوصوله ، فقال لي : والله لئن سقط منه شعرة لا يكون المطالَب بها غيري! ثمّ أدخلني على المتوكل.
__________________
(١) كشف الغمة ٤ : ٢٥ ـ ٢٨ عن دلائل الإمامة للحميري (ق ٣ ه) وعنه في إثبات الوصية : ٢٢٧.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٤.