فقال الرضا عليهالسلام : قد نهاني الله عزوجل أن القي بيدي إلى التهلكة! فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك ، وأنا أقبل ذلك على أن لا اولّي أحداً ولا أعزل أحداً ولا أنقض رسماً ولا سنّة ، وإنّما أكون مشيراً في الأمر من بعيد! فرضي المأمون منه بذلك (١).
وكان ذو الرياستين الفضل بن سهل حاضراً وعمّ الرضا محمّد بن جعفر العلوي غير حاضر ، فخرج الفضل يوماً إليه وإلى أصحابه ، وهو يقول : وا عجباً! لقد رأيت عجباً! سلوني ما رأيت! فقالوا : ما رأيت أصلحك الله؟ قال : رأيت أمير المؤمنين يقول لعلي بن موسى : إني قد رأيت أن أفسخ ما في رقبتي وأجعله في رقبتك وأُقلدك أُمور المسلمين! ورأيت علي بن موسى يقول له : الله الله! لا طاقة لي ولا قوة بذلك (٢)!
المجلس العام لتولية الإمام عليهالسلام :
قال خليفة : فيها (٢٠١ ه) خلع المأمون أخاه القاسم بن هارون وبايع لعليّ بن موسى بالخلافة من بعده (٣) وعقّب اليعقوبي بذكر الشهر واليوم قال : كان ذلك لسبع خلون من شهر رمضان (٤) ولعلّه لتسع.
وفصّل الإصفهاني قال : جلس المأمون في يوم الخميس (غرة رمضان) وخرج الفضل بن سهل فأعلم الناس (الخواص) برأي المأمون في علي بن موسى ،
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٣٩ ـ ١٤٠ ، وفي علل الشرائع ١ : ٢٧٧ ، والأمالي : ١٢٥ ، الحديث ١١٥.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٤١ ، الباب ٤٠ ، الحديث ٦.
(٣) تاريخ خليفة : ٣١٢.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٤٨.